شيخا صالحا صدوقا صموتا عن فضول الكلام إماما في اللغة والفقه والحديث، قرأت عليه الكثير، وتوفي في تاسع عشر شعبان سنة خمسين وست مئة» (١)، وقال الكتبي وابن وابن حجر:«حمل الدمياطي عن الصاغاني عشرين كتابا من تصانيفه في اللغة والحديث»(٢). وأخذ الشعر عن: أبي الحسن علي بن عبد الله بن سعد الله الخابوري الصوري الضرير المقرئ (٣)، وقال عنه الدمياطي:«وهو رفيقنا … بحلب، وكتبت عنه شيئا من الشعر»(٤).
وأورد العديد من أشعاره تلميذه العبدري، ومنها:
تسربلت سربال القناعة والرضا … صبيا فكانا في الكهولة ديدني
وكذلك:
سلام على هند وإن بعدت عنا … فقد خلفت قلبا كئيبا بها مضنا
تمنيتموا دارا أحل بها بقربها … رضيت ولو كانت منازلها سجنا
[[د] الحديث الشريف]
ثم طلب الحافظ شرف الدين الدمياطي الحديث الشريف، فكان أن قدم
(١) سير أعلام النبلاء (ج ٢٣ ص ٢٨٣ - ٢٨٤)، وفوات الوفيات (ج ١ ص ٣٦٠)، وأضاف عنده: «وحضرت دفنه بداره بالحريم الظاهري ثم نقل بعد خروجي من بغداد إلى مكة ودفن بها، وكان قد أوصى بذلك .. »، وتاج التراجم (ص ١٥٥). (٢) فوات الوفيات (ج ٢ ص ٤١١)، والدرر الكامنة (ج ٢ ص ٤١٨)، وتاج التراجم (ص ١٥٥)، ومن مصنفاته: «مجمع البحرين»، «والعباب الزاخر» ولم يتمه، «والشوارد»، «وفعلان»، «والإنفعال»، «ومفعول»، «والأضداد»، «وأسماء الأسد»، «وأسماء الذئب»، «والعروض»، وجميعها في اللغة، أما في الحديث فمنها: «مشارق الأنوار في الجمع بين الصحيحين»، «وشرح البخاري»، «ودر السحابة في معرفة وفيات الصحابة»، «والضعفاء»، «والفرائض» … ، وغير ذلك. (٣) وفي: تاج العروس ج ٣ ص ٣٤٤، قال الزبيدي: «وراجعت معجم شيوخ الدمياطي فلم أجده»، وقد وجدته في النسخة التي بين أيدينا من معجم شيوخ الدمياطي (ج ١ ق/٩٨)، ويحتمل أنه أضيف لا حقا. (٤) تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني (ص ٢٤٤).