وكان أبو الدّرداء، يقول: من فقه الرجل مجلسه ومدخله وممشاه.
وعنه قال: إنك لن تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في حب الله، ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشد مقتا.
وعنه كان يقول: لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها.
وعنه قال: العالم والمتعلم في الآخرة سواء، وليس في سائر الناس بعد خير.
وعنه: اطلبوا العلم، فإن عجزتم فاحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم.
وعنه: قال كنت تاجرا قبل أن يبعث محمّد، فلما بعث محمّد زاولت التجارة والعبادة، فلم تجتمعا، فأخذت العبادة، وتركت التجارة.
وعن أم الدّرداء (١)، قالت: كان لأبي الدّرداء ستون وثلاثمائة خليل في الله يدعو لهم في الصلاة، قالت أم الدّرداء:* [٨١/أ] *فقلت له في ذلك؟، فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به ملكين يقولان: «ولك بمثل»(٢)، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة.
وعنها: كنت أسمع سيدي-تعني أبا الدّرداء-يدعو وهو ساجد لثلاثمائة وخمسين اسما، يسمي بهن الناس، يدعو لهم.
وعنها قالت: كان أبو الدّرداء إذا فرغ من صلاته بالليل دعا لإخوته، قال:
اللهم اغفر لي ولفلان ولفلان، قالت أم الدّرداء: فقلت له: لو كان هذا الدعاء لك،- أو قالت: لنفسك-أليس كان خيرا؟، قال: إن الملائكة تؤمن على دعاء الرجل إذا دعا لأخيه بظهر الغيب، تقول: آمين، ولك بمثل، فرغبت في تأمين الملائكة.
وعن مجاهد: أن عمر بن الخطاب، رأى أبا الدّرداء، مبقع الرجلين (٣)، فقال: يا أبا الدّرداء ما لك؟، قال: القرّ (٤) يا أمير المؤمنين، فبعث إليه بخميصة (٥)، وقال: أجد الآن الطهور.
(١) مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٠ ص ٤٠). (٢) صحيح مسلم، ك/الذكر والدعاء والاستغفار، ب/فضل الدعاء لمسلمين بظهر الغيب، (ر/٢٧٣٢). (٣) كتب بجانب نص المتن ما يلي: (الغراب الأبقع الذي فيه سواد وبياض، والبقع: بالتحريك في الطير والكلاب بمنزلة البلق في الدواب، وبقعان الشأم في الحديث خدمهم وعبيدهم، لبياضهم وحمرتهم، أو سوادهم، بالشي-ء الأبقع، أو لأنهم من الروم ومن بلاد السودان)، ومثله في: تاج العروس (ج ٥ ص ٢٧٩)، مادة: بقع. (٤) بالضم: (البرد) القاموس المحيط (ص ٥٩٢). (٥) وهي: (كساء أسود مربع له علمان) القاموس المحيط (ص ٧٩٧).