{وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}(١)، ورحم الله سعيد بن أبي الحسن، ودعا له بدعاء كثير، ثم قال: ما علمت في الأرض من شدة كانت تنزل بيّ إلا كان يود أنه كان وقى ذلك بنفسه.
وعن ابن عون، قال: دفع إليّ الحسن بن يسار، برنسا (٢) مطوّسا (٣)، كان لأخيه سعيد بن أبي الحسن، لما مات أن أبيعه، وكان اغتم عليه غما شديدا، قال: فذهبت به فلم أعط به إلا أربعة وعشرين [٢٩/ب] درهما، قال: قلت له: أفأشتريه أنا؟. قال: أنت أعلم، ولكني أحب أن لا أراه عليك، قال: قلت: إذا جئتك ما ألبسه، قال: فلبسته، وأتيت مسجد بني عديّ (٤)، فصليت فيه فأرسلت إلىّ امرأة من بني عديّ، فقالت: ابن
(١) سورة يوسف، الآية ٨٤. (٢) برنسا: هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به، من دراعه أو جبة أو ممطر أو غيره، وقيل: هو قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام وهو من القطن. النهاية لابن الأثير الجزري (ج ١ ص ١٢٢). (٣) مطوسا: أي الشيء الحسن، أي تزين به. الفيروزآبادي، القاموس المحيط (ص ٧١٥). (٤) (منازل بني عديّ غرب المسجد النبوي) وفاء الوفاء (م ٢ ص ٨٦٧)، ويحتمل أن يكون مسجدهم قرب هذه المنازل. المنازل.