عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين عن دينهم" (١) وقد رواه غيره فزاد فيه "حنفاء مسلمين" ورجحه بعض المتأخرين بقوله تعالى {فِطْرَتَ اللَّهِ} لأنها إضافة مدح، وقد أمر نبيه بلزومها، فعلم أنها الإسلام"(٢) ولما سئل الإمام أحمد عن الفطرة قال: "هي الدين"(٣).
* الدليل من السنة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَل الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ"(٤).
وفي رواية أبي داود:"كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَواهُ يُهَوِّدَانِهِ ويُنَصِّرَانِهِ كما تنتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء؟ قالوا: يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير؟ قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين""(٥).
وقيل في معنى الفطرة أقوالًا أخرى منها:
العهد والميثاق الذي أخذه الله على بني آدم وهم في ظهور أبيهم (٦).
وقال ابن المبارك وهو مروي عن الإمام أحمد أن المراد:"ما يصير إليه من شقاوة أو سعادة"(٧).
(١) المعجم الكبير للطبراني (١٧/ ٣٦٠). (٢) فتح الباري ٣/ ٢٩٢، ٢٩٣. (٣) المسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة ١/ ١٨١. (٤) أخرجه البخاري (١٣٨٥). (٥) أبو داود (٤٧١٤). (٦) معالم السنن ٤/ ٢٩٩، شرح السنة للبغوي ١/ ١٥٨. (٧) مجموع الفتاوى لابن تيمية ٤/ ٢٤٦. فتح الباري ٣/ ٢٩٤.