للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَفْضَلُ مِنْ ألفِ لَيْلَةٍ قِيَامُ لَيْلِهَا وَصِيَامُ نَهَارِهَا" (١). رواه ابن صخر (٢).

(وَلَا) يجوزُ أن (يَتَطَوَّعَ بِهِ) أي: بالجهادِ (مَـ) ـــــن عليهِ (دَيْنٌ) ولو مؤجلٌ (٣)، (لَا) قدرةَ له على (وَفَائِـ) ـــه -بأن لا يكونَ (لَهُ) مالٌ يفِي منه-، (إِلَّا) إن كانَ (بِإِذْنِ) (٤) (غَرِيْمِهِ) (٥) بالجهادِ (٦)؛ لأنَّ المقصودَ من الجهادِ الشهادةٌ، وبالشهادةِ تفوتُ النفسُ، فيفوتُ الحقُّ بفواتِها.

(وَيُسَنُّ الرِّبَاطُ) في سبيلِ الله (٧)؛ لحديثِ سلمانَ (٨) قال: سَمعتُ


(١) أخرجه أحمد في المسند (٤٣٣) ١/ ٤٨٨، والحاكم في المستدرك (٢٤٢٦) وصححه، ووافقه الذهبي ٢/ ٩١، وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة (٣٦١) وقال: "مصعب بن ثابت" تكلم فيه بعض الأئمة. ١/ ٤٨٧، ولذا ضعفه الألباني في السلسلة ٣/ ٣٨١.
لكن له متابع عند ابن ماجه ولفظه: "مَنْ رَابَطَ فِي سَبِيْلِ الله سُبْحَانَهُ كَانَتْ كَأَلْفِ لَيْلَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا". في كتاب الجهاد، باب فضل الرباط في سبيل الله (٢٧٦٦) ٢/ ٩٢٤، وله شاهد عند ابن ماجه أيضًا عن أنس بن مالك. في كتاب الجهاد، باب فضل الحرس والتكبير في سبيل الله (٢٧٧٠) ٢/ ٩٢٥، وفيه: "سعيد بن خالد الطويل" ضعفه البخاري وأبو حاتم وأبو نعيم. قاله البوصيري في زوائده ٢/ ٩٨، وقال الألباني في الحديث: "موضوع". السلسلة الضعيفة ٣/ ٣٨٠.
(٢) كذا في الأصل (صخر) والصواب ابن سَنْجَر. كما نقله عنه: في المغني ١٣/ ٢٥، وكشاف القناع ٣/ ٤٣، وقد قال الذهبي: "يعِزُّ وقوعُ حديثِه لنا - يعني: ابن سنجر -". تذكرة الحفاظ ٢/ ٥٧٨. والأغلب أن النقل عنه من مسنده -كما كان ينقل منه ابن عبد البر في التمهيد، وابن القطان في بيان الوهم -، وهو غير مطبوع.
وابن سنجر هو: أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن سَنْجَر الجرجاني، ( .. - ٢٥٨ هـ). أحد الحفاظ الثقات المستقيمي الحديث. يروي عن: أبي عاصم، وخالد بن مخلد، وأسد بن موسى. وغيرهم. ويروي عنه: عيسى بن مسكين، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وإبراهيم الضحاك. من مصنفاته: "المسند"، و"العين " في الحديث. انظر: الثقات ٩/ ١٤٧، تاريخ جرجان ١/ ٣٧٩، الأعلام ٣/ ٢٢٢.
(٣) انظر: الشرح الكبير ١٠/ ٣٨٢، الإقناع ٢/ ٦٩، معونة أولي النهى ٣/ ٦٠٢.
(٤) في هامش الأصل كتبت كلمة تشبه أن تكون: (له).
(٥) في المطبوع: زيادة: "وَلَا مَنْ أَحَدُ أَبَوَيْهِ حُرٌّ مُسْلِمٌ إِلا بِإِذْنِهِ". وسيأتي ذكرها لكن من كلام الشارح.
(٦) إلا أن يترك وفاءً، أو يقيم به كفيلًا، أو يوثّقه برهنٍ. انظر: الكافي ٤/ ٢٥٥، المستوعب ٣/ ١٤٧، منتهى الإرادات ١/ ٢٢٠.
(٧) انظر: الهداية ١٣٥، الفروع ١٠/ ٢٣٥، غاية المنتهى ١/ ٤٤٥.
(٨) هو: أبو عبد الله، وسئل عن نسبه، فقال: أنا سلمان بن الإسلام. تقدمت ترجمته في الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>