وينبغي لأميرِ الجيشِ أن يبتدئَ بترتيبِ قومٍ في أطرافِ البِلادِ، يكفُّونَ من بإزَائِهِمْ منَ المشركينَ، ويأمرَ بعملِ حصونِهم، وحفرِ خنادقِهم، وجميعِ مصالحِهم (٢). ويُؤَمِّرَ في كلِّ ناحيةٍ أميرًا يقلدُه أمرَ الحربِ وتدبيرَ الجهادِ، ويكونُ الأميرُ ممن له عقلٌ ورأيٌ وخبرةٌ بالحربِ ومكايدِ العدوِّ، ويكونُ أمينًا رفيقًا بالمسلمينَ ناصحًا لهمْ، ويوصيهِ على مصالحِ المسلمينَ (٣). وإن ماتَ أو قُتلَ أميرُ الجيشِ فللجيشِ أن يؤمرُوا أحدَهم (٤). والحرسُ في سبيلِ الله ثوابُه عظيمٌ (٥)؛ لحديثِ ابنِ عباس مرفوعًا: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُما النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيْلِ الله". رواهُ الترمذي (٦). وعن عثمانَ مرفوعًا: "حَرَسُ لَيْلَةٍ فِي سَبِيْلِ الله
= مادة: (شحط)، النهاية في غريب الحديث ١/ ٨٤٧، مقاييس اللغة ٥٢٩. (١) رواه ابن ماجه في سننه من حديث أبي أمامة، في كتاب الجهاد، باب فضل غزو البحر (٢٧٧٨) ٢/ ٩٢٨، وأخرجه الطبراني في الكبير (٧٧١٦) ٨/ ١٧٠. ضعفه البوصيري في زوائده: لأجل: "عفير بن معدان المؤذن" ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والبخاري، وغيرهم ٢/ ٩٩، وكذا ضعفه الألباني لأجل هذا ولـ"قيس بن محمد الكندي". قال ابن حبان: "يعتبر حديثه من غير روايته عن عفير" الإرواء ٥/ ١٧. (٢) انظر: المغني ١٦/ ١٣، الإقناع ٢/ ٦٧، غاية المنتهى ١/ ٤٤٤. (٣) انظر: الهداية ١٣٥، المستوعب ٣/ ١٥٣، حاشية الروض المربع ٤/ ٢٦٤. (٤) انظر: الشرح الكبير ١٠/ ٣٧٣، المستوعب ٣/ ١٦١، الإقناع ٢/ ٦٨. (٥) انظر: المغني ١٣/ ٢٤، الإقناع ٢/ ٦٨، غاية المنتهى ١/ ٤٤٥. (٦) أخرجه في كتاب فضائل الجهاد، باب فضل الحرس في سبيل الله (١٦٣٩) ٤/ ١٧٥، وقال: حديث حسن. وله شاهد عن أنس بن مالك عند الطبراني في الأوسط (٥٧٧٩) ٦/ ٥٦، وأبو يعلى في المسند، (٤٣٤٦) ٧/ ٣٠٧. قال الهيثمي: "رجال أبي يعلى ثقات" ٥/ ٣٤٥. وحسنه الضياء المقدسي في أحاديثه ٦/ ١٨٧، وصححه الألباني في صحيح الجامع ٧٥٦.