عَلي الزَّيَّادي (١) في حاشيته (٢). وَحَديث:"إِذَا كَانَ يَوْمُ عرفةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ غَفَرَ اللهُ لِجَمِيْعِ أَهْلِ المَوْقِفِ"(٣)، قد يُستَشْكَلُ بأنهُ قد وردَ مثلُ هذا الحديثِ في مُطلقِ الحجِّ؟ " قال العلماءُ: "يمكِنُ حملُ هذا الحديثِ علَى مغفرةِ الله لهمْ بلَا واسِطَةٍ، وحَمْلُ غيرهِ علَى أنهُ يهَبُ قومًا لقَوم". ذكره الكازرؤبي (٤)، وهو معنى كلام ابن جماعة في مناسكه عن أبيه (٥).
[فصل]
ثم يدفعُ بعدَ الغروبِ بسكينةٍ مستغفرًا إلى مزدلفةَ منْ طريقِ المأزِمَين (٦)، مع إمامٍ أو نائبِهِ (٧)، ويكرهُ قبلَ الإمامِ (٨)، يسرعُ في المشيِ عندَ وجودِ الفُرجَةِ (٩). فإذا
(١) هو: نور الدين، علي بن يحيى الزيَّادِي - نسبة لمحلة زَبَّاد - المصري الشافعي. ( .. -١٠٢٤ هـ). انتهت إليه رئاسة الشافعية بمصر. أخذ عن الشهاب الرملي، والشهاب ابن حجر الهيتمي، والشهاب البلقيني، وممن أخذ عنه: سالم الشبشيري - وكان أخصهم - والبرهان اللقاني، والنوران الحلبي والأجهوري. كان منقطعًا للتدريس والفتوى. من مصنفاته: "حاشية على شرح المنهج"، و"شرح المحرر للرافعي". انظر: خلاصة الأثر ٣/ ١٩٥، الأعلام ٥/ ٣٢، معجم المؤلفين ٧/ ٢٦٠. (٢) الأقرب: أنها حاشيته على شرح المنهج المتقدمة الذكر. (٣) هذا الحديث لم أجد من خرَّجه في كتب الحديث. وذكره السيوطي في رسالته: "اللمعة في خصائص يوم الجمعة"، في الخصوصية التاسعة والثامنين. وقد قال السخاوي فيه: "ما وقفتُ عليه" الأجوبة المرضية ٣/ ١١٢٨. (٤) نقله عنه في: كشاف القناع ٢/ ٤٩٥، ومطالب أولي النهى ٢/ ٤١٥. (٥) انظره في: هداية السالك ١/ ٢٣٣. (٦) انظر: الهداية ١٢٢، عمدة الفقه ٤٣، الروض المربع ١/ ٥١٠. والمأزم: كل طريق ضيِّقٍ بين جبلين، وهو هنا طريق إفاضة الحجاج من عرفة إلى مزدلفة، وهو اليوم معروف عند العامة بالأخشبين - وهما غير أخشبي مكة ومنى -، ويمر بينهما ثلاثة طرق: الطريقان ٥ و ٦ وطريق المشاة. وفي أصل المأزمين طريق ثنية ضب عل يمين الذاهب إلى عرفة، وهو اليوم يمر فيه الطريقان ٣ و ٤. انظر: لسان العرب، مادة: (أزم)، ١٢/ ١٦، أخبار مكة ٤/ ٣٢٥، حدود المشاعر المقدسة ٦٥، معالم مكة ٢٤١. (٧) كأمير الحج. انظر: مختصر الخرقي ٦٠، الفروع ٦/ ٥٠، غاية المنتهى ١/ ٤٠٩. (٨) انظر: الشرح الكبير ٣/ ٤٣٧، شرح الزركشي ١/ ٥٣٥، الإقناع ٢/ ٢٠. (٩) انظر: المستوعب ١/ ٥٨٧، المحرر ١/ ٢٤٦، الوجيز ١٤٦.