وهو لغةً: ما اعتادك، أي: تردد عليك مرّة بعد أخرى، اسم مصدر من عاد (١). سمي به اليوم المعروف؛ لأنه يعود ويتكرر، أو لأنه يعود بالفرح والسرور (٢). وجُمع بالياء: أعياد، وأصله الواو: أعواد، فجمع بالياء؛ للفرق بينه وبين أعواد الخشب، أو للزومها في الواحد (٣).
(وهي) أي: صلاة العيدين (فرض كفاية)(٤) إذا قام به البعض سقط عن الباقي (٥)، كما تقدم (٦)؛ لقوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)﴾ [الكوثر: ٢]، هي صلاة العيد، في قول عكرمة (٧)، وعطاء، وقتادة (٨)(٩)، ولأنه ﷺ واظب عليها حتى مات (١٠). وروي أن أول صلاة عيد صلاها رسول الله ﷺ عيد الفطر، في السنة
(١) ينظر: تهذيب اللغة ٣/ ٨٤، تاج العروس ٨/ ٤٣٨، مادة: (عود). (٢) ينظر: مشارق الأنوار ٢/ ١٠٥، الدر النقي ١/ ٢٧٣. (٣) ينظر: الصحاح ٣/ ٥١٥، مادة: (عود)، المطلع ص ١٠٨. (٤) ينظر: الجامع الصغير ص ٦١، الإنصاف ٥/ ٣١٦، معونة أولي النهى ٢/ ٥٠٣. (٥) كذا في الأصل. والأنسب أن يقال: (الباقين). (٦) ٣٥١. (٧) هو: العالم، الحَبْر، أبو عبد الله، عكرمة المدني ﵀، أصله من البربر، مولى ابن عباس ﵄، روى عن مولاه، وعائشة، وأبي هريرة ﵃، وحدث عنه: أيوب، وأبو بشر، وعاصم الأحول، وغيرهم. مات سنة سبع ومائة بالمدينة. ينظر: تذكرة الحفاظ ١/ ٩٥، طبقات الحفاظ ص ٤٣. (٨) هو: الحافظ، العلامة، أبو الخطاب، قتادة بن دِعامَة بن قتادة السَدُوسي البصري ﵀، ولد سنة ستين، روى عن أنس، وعبد الله بن سرجس، وأبي الطفيل ﵃، وعنه: أبو حنيفة، وشعبة، والأوزاعي. مات سنة سبع عشرة ومائة. ينظر: تذكرة الحفاظ ١/ ١٢٢، طبقات الحفاظ ص ٥٤. (٩) ينظر: تفسير الطبري ٣٠/ ٣٢٦ - ٣٢٧. (١٠) ذكر الحافظ في التلخيص الحبير ٢/ ٧٩ أنه لم يره في حديث، وكأنه مأخوذ من الاستقراء.