الربَا مقصورٌ، يكتبُ بالألفِ والواوِ والياءِ (١). وهو لغةً: الزيادةُ (٢)، قالَ تعالى: ﴿فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ﴾ (الحج: ٥)، أي: علَتْ وارتفعَتْ. وهو محرمٌ إجماعًا (٣)، لقولِه تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة: ٢٧٥]، وحديثِ أبي هريرةَ مرفوعًا:"اِجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوْبِقَاتِ - ومن جملته -: الرِّبَا"(٤). وهو من الكبائرِ (٥)، وشرعًا:"زيادةٌ في شيءٍ مخصوصٍ"(٦).
والربَا نوعانِ: أحدُهما: ربَا فضلٍ، وهوَ: تفاضلٌ في أشياءٍ، وهي: المكيلات، والموزوناتِ بجنسَيهِما. والثاني: ربَا نسيئةٍ - منَ النَّسَاءِ - في أشياءَ وردَ الشرعُ بتحريمِها، كمكيلٍ بمكيلٍ، وموزونٍ بموزونٍ، بجنسِه مماثلًا، أو من غيرِ جنسَيهما متفاضلًا، كما يأتي. فهذَا هو ربا النَّساءِ. والنَّساءُ بالمدِّ، ومعناه:
(١) فيقال: الربا، والربو، والربي. وهو مكتوب في المصاحف بالواو. وذلك لأن أهل الحجازِ تعلموا الكتابة من أهل الحيرة، ولغتهم (الربو) فعلَّموهم صورة الخطِّ على لغتِهم. قاله الفراء. ويقال في تثنيته: ربَوان - قياسًا -، ويقال أيضًا: رِبيان - تخفيفًا -. انظر: المخصص ٣/ ٤٤٥، المطلع ٢٣٩، المصباح المنير ١٨١. (٢) يقال: ربَا الشيء إذا زاد. ومنه: الرَّبْو: وهو علوُّ النفس. انظر مادة: (ربا)، النهاية في غريب الحديث ١/ ٦٣١، تهذيب اللغة ١٥/ ١٩٥، مقاييس اللغة ٤١٩. (٣) حكاه ابن حزم في مراتب الإجماع ٨٩، وابن قدامة في المغني ٦/ ٥٢. (٤) متفق عليه. أخرجه البخاري في كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا﴾ [النساء: ١٠]، (٢٧٦٦) ٣/ ١٠١٧، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها (٨٩) ١/ ٩٢. (٥) انظر: الكبائر للذهبي ٦١، كشاف القناع ٣/ ٢٥١. (٦) هذا تعريف شيخه في الروض المربع ٢/ ١٠٦. هو موافق لتعريف الشارح في الشرح ٤/ ١٢٢. وفيه قصر الربا على معنى الزيادة، وليس كذلك. وأفضل منه وأشمل: تعريف صاحب الإقناع والمنتهى، وهو: "تفاضل في أشياء، ونَساء في أشياء، مختص بأشياء ورد الشرع بتحريمها". وهو قد أشار إلى هذا المعنى في ذكر أنواع الربا.