للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإشارَةِ بها (١).

(وَأفضَلُ مَـ) ـــا يُـ (ــتَطَوَّعُ بِهِ الْجِهَادُ) (٢)، قالَ الإمامُ أحمد: "لا أعلمُ شيئًا منَ العملِ بعدَ الفرائضِ أفضلُ منَ الجهادِ" (٣). روى أبو سعيدٍ (٤) قال: قيلَ يا رسُولَ الله، أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟ قالَ: "مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيْل اللهِ بنَفْسِهِ وَمَالِهِ". متفقٌ عليه (٥). (وَغَزْوُ الْبَحْرِ أفضَلُ) منْ غزوِ البرِّ (٦)، (وَتُكَفِّرُ الشَّهَادَةُ) أي: شهادةُ غزوِ البَرِّ (جَمِيْعَ الذُّنُوبِ) صغائرِها وكبائرِها (سِوَى الدَّيْنِ) (٧)، وشهادةُ البحرِ … (٨) حتَّى الدَّينِ (٩)، كما في الحديثِ، روى ابنُ ماجه مرفوعًا: "شَهِيْدُ الْبَحْرِ مِثْلُ شَهِيْدِ (١٠) الْبَرِّ، وَالمَائِدُ (١١) فِي الْبَحْرِ كَالمُتَشَحِّطِ (١٢) فِي دَمِهِ فِي الْبَرِّ، ومَا بَيْنَ


= جارية غمَّازة بيدها، همَّازة بعينها، لمَّازة بفمها، رمَّازة بحاجبها. انظر مادة: (رمز)، تاج العروس ١٥/ ١٦٢، المخصص ٤/ ١٠٠.
(١) انظر: التوضيح ٢/ ٥٤٧، غاية المنتهى ١/ ٤٤٣، شرح منتهى الإرادات ١/ ٦١٩.
وقد جاء ذلك في حديث سعد بن أبي وقاص ، وفيه: أنهم قالوا: مَا نَدري يا رسولَ الله ما فِي نفسك! ألا أومأتَ إلينَا بعينِك؛ فقالَ: "إِنَّهُ لَا يَنْبَغِى لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ". أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، (٢٦٨٣) ٢/ ٦٥، والنسائي في كتاب تحريم الدم، باب الحكم في المرتد (٤٠٦٧) ٧/ ١٠٥. صححه الحاكم في مستدركه، ووافقه الذهبي ٣/ ٤٧، وصححه كذلك ابن الملقن في البدر ٧/ ٤٤٩.
(٢) انظر: المقنع ١٣٦، المحرر ٢/ ١٧٠، التوضيح ٢/ ٥٤٧.
(٣) حكاه عنه الخرقي في مختصره ١٢٨، قال الموفق: "روى هذه المسألة عن أحمد جماعة من أصحابه". انظر: المغني ١٣/ ١٠.
(٤) هو: أبو سعيد، سعد بن مالك بن شيبان بن عبيد الخدري. تقدمت ترجمته في الجزء الأول.
(٥) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله (٢٧٨٦) ٣/ ١٠٢٦، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط (١٨٨٨) ٣/ ١٥٠٣.
(٦) انظر: المقنع ١٣٦، الهداية ١٣٤، المستوعب ٣/ ١٤٧.
(٧) انظر: الفروع ١٠/ ٢٣٣، المبدع ٣/ ٣١١، معونة أولي النهى ٣/ ٥٩٢.
(٨) في الأصل كلمة غير واضحة، تشبه أن تكون: (تُكَفِّر).
(٩) انظر في تكفير شهادة البحر الذنوب كلها حتى الدين: الكافي ٤/ ٢٥٧، غاية المنتهى ١/ ٤٤٤، كشاف القناع ٣/ ٣٩.
(١٠) كذا في الأصل. والذي في السنن: (شَهِيدَي) بالتثنية. وهو الصواب.
(١١) المائدُ: هو الذي يركب البحر فيُدار برأسه وتغشي نفسه من نتن ريح البحر، واضطراب السفينة بالأمواج، حتى يُدار به ويكاد يغشى عليه. مادة: (ميد)، النهاية في غريب الحديث ٢/ ٦٩٤، لسان العرب ٣/ ٤١١.
(١٢) التشحط: الاضطراب في الدم، وهو يتشحط في دمه: يتخبط فيه ويضطرب ويتمرغ.=

<<  <  ج: ص:  >  >>