للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعداءَه (١) " (٢). وأقلُّ ما يُفعَلُ الجهادُ مع القدرةِ عليهِ كلُّ عامٍ مرةً (٣)، إلا إن دعَتْ حاجةٌ إلى تأخيرِه لضعفِ المسلمينَ في عددٍ أو عُدَّةٍ، أو انتظارِ مددٍ يستعينونَ به، أو بالطريقِ مانعٌ، أو خلُوِّهَا من علفٍ أو ماءٍ، ونحوِها (٤).

(وَيُسَنُّ تَشْيِيْعُ غَازٍ) (٥)، نصًا (٦)؛ لأن علِيًا شيَّعَ رسُولَ الله في غزوةِ تبوكٍ، ولمْ يتلقَّه (٧). و (لَا) يستحبُّ (تَلَقِّيْهِ)، أي: الغازي (٨)؛ لأنه تهنئةٌ لهُ بالسلامةِ من الشهادةِ. قالَ في "الفروعِ": "ويتوجَّهُ مثلُه حَجٌّ وأن يقصِدَه للسَّلامِ" (٩). وفي "الفنون": "تَحْسُنُ التَّهْنِئَةُ بالقدُومِ للمسافرِ؛ كالمريضِ تحسنُ تهنئتُه فكلٌّ منهما يُهنَّأُ بالسلامَةِ" (١٠). وفي "شرحِ الهدايةِ" (١١) للعلامةِ أبي المعالِي، أسعدِ محمدٍ وجيهِ


(١) قالت عائشة: "كان ينافح عن النبي ". وقالت: استأذن النبي في هجاء المشركين فقال : "كيفَ بِنَسَبِي فيهِمْ؟ " فقالَ: لأسلنَّكَ منهُم كمَا تُسلُّ الشعرَةُ من العجينِ. أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب حديث الإفك (٤١٤٥) ٤/ ١٥٢٣ ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت (٢٤٨٩) ٤/ ١٩٣٤، وعند مسلم من حديث عائشة قالت: سمعت رسول الله يقول لحسان: "إِنَّ رُوحَ القُدْسَ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُك مَا نَافحْتَ عَنِ الله وَرَسُولِه". المصدر السابق. (٢٤٩٠) ٤/ ١٩٣٥.
(٢) انظره في: كشاف القناع ٣/ ٣٦.
(٣) ويستحب الإكثار منه. انظر: الوجيز ١٥٥، المغني ١٣/ ١٠، الإقناع ٢/ ٦٤.
(٤) انظر: الهداية ١٣٤، الشرح الكبير ٣/ ٣٦٧، المستوعب ٣/ ١٤٦، معونة أولي النهى ٣/ ٥٨٧.
(٥) انظر: الهداية ١٣٥، المستوعب ٣/ ١٤٨، الإقناع ٢/ ٦٦.
(٦) انظر: مسائل الإمام أحمد برواية إسحاق بن منصور ٩/ ٤٦٣٣.
(٧) أخرجه أحمد في المسند عن سعد بن أبي وقاص : أن عليًّا خرَجَ مع النَّبي حتَّى جاءَ ثنِيةَ الوداعِ وعَليٌّ يَبكِي، يقول: تخلِّفُنِي مَعَ الخوَالِفِ.! فقال: "أوَ مَا تَرْضى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا النُّبوَّةِ" (١٤٦٣) ٣/ ٦٦، صححه الألباني في الإرواء ٥/ ١٢. والحَديث أصله عند الشيخين: البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة تبوك (٤٤١٦) ٤/ ١٦٠٢، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب (٢٤٠٤) ٤/ ١٨٧٠، لكن ليس فيه ذكر التشييع إلى الثنية، وهي زيادة تفرد بها أحمد في مسنده. قاله الألباني في الإرواء ٥/ ١٢.
(٨) انظر: الهداية ١٣٥، الإنصاف ٤/ ١٢٠، منتهى الإردات ١/ ٢١٩.
(٩) انظره في: ١٠/ ٢٣١.
(١٠) نقله في الفروع ١٠/ ٢٣١، والإنصاف ٤/ ١٢١.
(١١) اسمه: "النهاية في شرح الهداية". في بضعة عشر مجلدًا. قال ابن رجب: "وفيها فروع=

<<  <  ج: ص:  >  >>