وَلَا مُتَرَهِّبٍ فِي أُسْطُوَانٍ [١] ... يُنَاطِحُ جُدْرَهُ بَيْضُ الْأَنُوقِ [٢]
وغُمْدَانُ [٣] الَّذِي حُدِّثْتِ عَنْهُ ... بَنَوْهُ مُسَمَّكا فِي رَأْسِ نِيقِ [٤]
بِمَنْهَمَةِ [٥] وَأَسْفَلُهُ جُرُونٌ [٦] ... وَحُرُّ [٧] الْمَوْحَلِ [٨] اللَّثَقِ الزَّلِيقِ [٩]
مصابيح السّليط [١٠] تاوح فِيهِ ... إذَا يُمْسِي كَتَوْمَاضِ الْبُرُوقِ
وَنَخْلَتُهُ الَّتِي غُرِسَتْ إلَيْهِ ... يَكَادُ الْيُسْرُ يَهْصِرُ [١١] بِالْعُذُوقِ
فَأَصْبَحَ بَعْدَ جِدَّتِهِ رَمَادًا ... وَغَيَّرَ حُسْنَهُ لَهَبُ الْحَرِيقِ
وَأَسْلَمَ ذُو نُوَاسٍ مُسْتَكِينًا [١٢] ... وَحَذَّرَ قَوْمَهُ ضَنْكَ الْمَضِيقِ
وَقَالَ ابْنُ الذِّئْبَةِ الثَّقَفِيُّ فِي ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: الذِّئْبَةُ أُمُّهُ، وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ ابْن عبد يَا ليل بْنُ سَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمَ بْنِ قَسِيِّ:
لَعَمْرُكَ مَا لِلْفَتَى مِنْ مَفَرٍّ ... مَعَ الْمَوْتِ يَلْحَقُهُ والكِبَرْ
[ () ] والنشوق: مَا يشم من الدَّوَاء وَيجْعَل فِي الْأنف. يُرِيد: وَلَو شرب مَعَ كل دَوَاء يستشفى بِهِ، ونشق كل نشوق مَا نهى ذَلِك الْمَوْت عَنهُ. وَفِي سَائِر الْأُصُول: «الشِّفَاء مَعَ السويق» .[١] الأسطوان: جمع أسطوانة، وَهِي السارية. وَأَرَادَ بهَا هَاهُنَا مَوضِع الراهب الْمُرْتَفع.[٢] الأنوق: الرخم، وَهِي لَا تبيض إِلَّا فِي الْجبَال الْعَالِيَة.[٣] غمدان: حصن كَانَ لهوذة بن على ملك الْيَمَامَة.[٤] مسمكا: مرتفعا. والنيق: أَعلَى الْجَبَل.[٥] المنهمة: مَوضِع الرهبان. وَيُقَال للراهب: نهامى، كَمَا يُقَال للنجار أَيْضا نهامى، فَتكون المنهمة على هَذَا مَوضِع النجر أَيْضا.[٦] كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول. والجرون: جمع جرن، وَهُوَ النقير. وَفِي أ، والطبري: «جروب» .والجروب: الْحِجَارَة السود.[٧] الْحر: الْخَالِص من كل شَيْء.[٨] الموحل: من الوحل، وَهُوَ المَاء والطين. ويروى: «الموجل» بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة. وَهِي الْحِجَارَة الملس السود، أَي وَهِي وَاحِدَة المواجل، وَهِي مناهل المَاء.[٩] اللثق: الّذي فِيهِ بَلل. والزليق: الّذي يزلق فِيهِ. وَقد زَادَت أبعد هَذَا الْبَيْت:بمرمرة وَأَعلاهُ رُخَام ... تحام لَا يغيب فِي الشقوق[١٠] السليط: الدّهن.[١١] يهصر: يمِيل. والعذوق: جمع عذق. والعذق (بِكَسْر الْعين) : الكباسة، (وَبِفَتْحِهَا) :النَّخْلَة، وَالْمعْنَى الثَّانِي أبلغ هُنَا.[١٢] مستكينا: خاضعا ذليلا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute