والنبي يمر وحده (١)، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلي الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفًا قدامّهم لا حساب عليهم ولا عذاب. قلت: ولمَ؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلي ربهم يتوكلون. فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله يجلعني منهم. قال: سبقك بها عكاشة».
٦٥٤٢ - عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفاَ تضئ وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر. وقال أبو هريرة فقام عكُاشة بن المحصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال: يا رسول الله ادعي الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعله منهم. ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكُاشة»(٢).
٦٥٤٣ - عن سهل بن سعد قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاَ - أو سبعمائة ألف، شك في أحدهما - متماسكين، آخذ
(١) الأنبياء متفاوتون، بعضهم معه جمع غفير، وبعضهم معه نفر قليل، وبعضهم ليس معه، بل بعضهم قتل. * الأصل في سؤال الناس مذموم. * ترك الإسترقاء أفضل عند الاستغناء عنها، ولذا أمر بالاسترقاء من العين، أما الحاجة فجائز، وكذلك الكي. (٢) قال هذا سدًا للباب لئلا يقوم من لا يستحقه.