هُنَّ الحرائِرُ لا رَبَّاتُ أحمرةٍ... سودُ المحاجِرِ لا يقرأْنَ بالسُّوَرِ (١)
وقال آخر:
نضرِبُ بالسَّيفِ ونرجو بالفرجْ (٢)
وقال الفرَّاء: الباء مقرَّرة، لكن {الْمَفْتُونُ} مصدرٌ (٣) بمعنى الفَتْن والفُتُون؛ كالمعقول والمجلود (٤)، والميسور والمعسور، تقديره: بأيكم الفَتْن.
وقال محمد بن جرير الطَّبري والزَّجَّاج: الباء بمعنى: (في)، كقولك: كنت ببلد كذا، أو في بلد كذا، وتقديره: في أيكم المفتون؛ أي: في أيِّ الفريقين منكم، فريق الإسلام أو فريق الكفر (٥).
(١) البيت للراعي النميري. انظر: "ديوانه" (ص: ١٢٢). (٢) الرجز للنابغة الجعدي. انظر: "ديوانه" (ص: ٢١٦)، وفيه: نضرب بالبيض، وقبله: نحن بنو جعدة أصحاب الفلج (٣) في (ر) و (ف): "الباء مقرِّرة لكون المفتون مصدرًا". (٤) في (أ): "كالمعقول والمجهول"، وفي (ر): "كالمفعول والمجهود" وفي (ف): "كالمعقول والمجهود". والصواب المثبت، يقال: ما لفلان معقول ولا مجلود؛ أي: ما له عقل ولا جلادة، ومثله أيضًا المعقود، يقال: ليس له معقول ولا معقود؛ أي: ليس له عقل ولا عقد رأي. انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة، و"تفسير الطبري"، و"معاني القرآن" للزجاج، و"تفسير الثعلبي"، و"البسيط" للواحدي، وغيرها، عند تفسير هذه الآية. ولفظ الفراء في "معاني القرآن" (٣/ ١٧٣): المفتون هاهنا بمعنى: الجنون، وهو في مذهبٍ: الفتون، كما قالوا: ليس له معقول رأي، وإن شئت جعلته {بِأَيِّكُمُ}: في أيكم؛ أي: في أي الفريقين المجنون، فهو حينئذ اسم ليس بمصدر. (٥) انظر: "تفسير الطبري" (٢٣/ ٥٣٠، ٥٣٢)، و"معاني القرآن" للزجاج (٥/ ٢٠٥)، وأجازه الفراء أيضًا. انظر التعليق السابق.