بسم اللَّه الذي أقام البيِّنة الجليَّة، الرحمنِ الذي شَرَع الملَّةَ الرضيَّة، الرحيمِ الذي جعل أهلها خيرَ البَرِيَّة.
روى أبي بن كعب رضى اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"مَن قرأ سورة {لَمْ يَكُنِ} كان له من الأجر كالذي يكون يوم القيامة مع خيرِ البريَّة"(٢).
وهذه السورة مدنيةٌ، وهي تسع آيات وأربعٌ وتسعون كلمةً وثلاثُ مئة وثمانيةٌ وتسعون حرفًا.
وانتظام السورتين: أن تلك السورة في ذكر الليلة التي أُنزل فيه القرآن، وفي هذه السورة ذكرُ المصدِّقين والمكذِّبين بالقرآن.
قوله تعالى:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}: أي: اليهودُ والنصارى {وَالْمُشْرِكِينَ}؛ أي: ومِن عبَدةِ الأوثان، و {مِنْ} ليس للتبعيض بل للتجنيس.
(١) في (ر): "سورة لم يكن". (٢) رواه الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٦٠)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٥٣٨)، بلفظ: "من قرأ سورة لَمْ يَكُنِ كان يوم القيامة مع خير البرية مسافرًا أو مقيمًا"، وهو قطعة من الحديث الموضوع في فضائل السور. وانظر: "الفتح السماوي" للمناوي (٣/ ١١١٣)، و"الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص: ٢٩٦).