وقوله تعالى:{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا}: أي: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى} من الطور {إِلَى} بني إسرائيل الذين استخلَف عليهم هارونَ وقد أخبره اللَّه تعالى بما كان من {قَوْمِهِ} من عبادة (١) العجل بقوله تعالى: {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ}[طه: ٨٥] رجع {غَضْبَانَ} من ذلك {أَسِفًا} متأسِّفًا على ما كان منهم.
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: حزينًا. وقال أبو الدرداء: شديد الغضب (٢).
وقوله تعالى:{قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي}: هي كلمة ذمٍّ؛ أي: ساء ما عملتُم خَلْفي بعد غيبتي، يقال: خَلَفه في أهله بخيرٍ وبسوء، وقد كان قال لهارون عليه السلام:{اخْلُفْنِي}[الأعراف: ١٤٢]، وهاهنا قال:{خَلَفْتُمُونِي} لأنه كان يجب على كلِّ واحدٍ منهم أن يَحوط (٣) صاحبه ويحميَه عن الضلال.
(١) في (ف): "عبادتهم". (٢) رواهما الطبري في "تفسيره" (١٠/ ٤٥٠). (٣) في (أ): "يحفظ".