وقوله تعالى:{فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ}: وهذا وعدٌ له ووعيدٌ لأعدائه، يقول: فسترى أنت وسيرى هؤلاء الذين يجحدون نبوَّتك، وينسبونك إلى الجنون.
{بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ}: والباء زائدة، وتقديره: أيَّكم المفتون؛ أي: المُبتلَى بالجنون، وأنَّه الذي لا يفكِّر في عاقبة أمره، ولا يُحسن النَّظر لنفسه، وسيَظهر في العاقبة أن هذه الصِّفة لهم لا لك.
وقال أبو عبيدة والأخفش والقتبي: الباء زائدة، كما في قوله:{تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}[المؤمنون: ٢٠](٣).
وقال الشَّاعر:
(١) رواه البخاري (٣)، ومسلم (١٦٠) من حديث عائشة رضي اللَّه عنها. (٢) رواه البخاري (٧٥١٠)، ومسلم (١٩٣) من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه. (٣) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٦٤)، و"غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: ٤٧٧)، و"معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٥٤٧).