فقُمْنا ودخَلْنا على عبد اللَّه بن مسعود وهو في بيته، فأخبَرْناه، وكان مُتَّكِئًا فجلَسَ، ثم قال: أيُّها الناس، مَن علِمَ عِلْمًا فليقُلْ به، ومَن لم يَعْلَمْ فليقُلْ: اللَّهُ أعلمُ، وسأُخبِرُكم عن الدخان: إنَّ قريشًا لَمَّا استعْصَتْ على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"اللَّهُمَّ أَعِنِّي عليهم بسَبْعٍ كسَبْعِ يوسفَ"، فأصابَتْهم سنَةٌ، حتى كانوا يأكُلون الجِيَفَ، حتى إنَّ أحدَهم كان يَرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان مِن الجوع، وكان الرجلُ يُحَدِّثُ الرجلَ، فيسمَعُ كلامَه ولا يراه مِن الدخان، فدَعَوا، فكُشِفَ ذلك عنهم، ثم قال:"أرَأيتُم لو كان هذا يوم القيامة: أكان يُكشَفُ عنهم؟ "، فأُخِّرُوا إلى يوم بدر، وهو يوم البَطْشَة الكبرى (١).
{أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ}: أي: بأنْ أدُّوا؛ أي: أرسِلوا بني إسر ائيل، فإنهم عبادُ اللَّهِ لا عبادُكم، فلا تستعبِدوهم، ولا تُسَخِّروهم، ولا تَمْتَهِنُوهم (٢) في الأعمال الخَسيسة.
وقيل: أدُّوا حقَّ اللَّهِ يا عبادَ اللَّهِ، نصبٌ على النداء.
(١) رواه البخاري (١٠٠٧)، ومسلم (٢٧٩٨)، وعبد الرزاق في "تفسيره" (٢٨٠٣)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ١٤). (٢) في (أ): "تمتحنوهم".