وقيل: الخطابُ لليهود، والمغايَبة عن عَبَدة الأوثان؛ لأنَّ اليهودَ أَظهروا السرور (٢) بما كان مِن المشركين يومَ أُحُدٍ.
وتفسيره: قل لليهود الذين كان لهم عهدٌ ثم نقضوه -وهم بنو النضير- واعتمَدوا أموالهم وأولادهم: ستُغلبون وتقهرون، فلا تنفعكم أموالُكم ولا أولادُكم، وهذا في الدنيا، وقوله تعالى:{وَتُحْشَرُونَ} أي: تُجمَعون وتُبعَثون إلى جهنَّم، وذلك في العُقبى.
وقال مجاهد: أي: بئسَ ما مهَدتم لأنفسكم وقدَّمتم لها (٣).
وكان كما قال؛ فقد أَجلاهم وأَخَذ أموالهم في الدنيا، ولهم العذابُ الدائمُ في العقبى.
وقيل: هذا خطابٌ لنصارى بني نجران الذين ذُكروا في أوَّل هذه السورة.
وقال ابنُ عباسٍ رضي اللَّه عنهما: هو خطابٌ لليهود (٤)، وكانت الغَلَبة على بني قريظة بالقتل والسَّبي.
(١) في (ف): "نغفر لهم"، بدل: "يغفر لهم ما قد سلف". (٢) في (ر): "أظهروا الشرك". (٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٢٤١). (٤) رواه أبو داود (٣٠٠١)، والطبري في "تفسيره" (٥/ ٢٣٩ و ٢٤٠). وإسناده ضعيف لجهالة محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت.