الباب الحادي عشر في سيرته- صلّى الله عليه وسلم- في السائلين
وفيه أنواع:
الأول: في إرشاده- صلى الله عليه وسلّم- السائل القوي إلى الاكتساب:
روى الإمام أحمد، والنسائي عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا من الأنصار أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يسأله، فقال:«أما في بيتك شيء؟» قال: بلى حلس نلبس بعضه، ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء، قال:«ائتني بهما» ، فأتاه بهما فأخذهما رسول الله- صلى الله عليه وسلم-[ (١) ] .
الثاني: لم يكن- صلى الله عليه وسلم- يكل صدقته إلى غير نفسه:
روى أحمد بن منيع، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت:«ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكل صدقته إلى غير نفسه، حتى يكون هو الذي يضعها في يد السائلين» . «ورواه ابن ماجة، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما-» [ (٢) ] .
وروى ابن سعد، عن زياد بن أبي زياد- مولى عياش بن أبي ربيعة- قال:«كانت خصلتان لا يكلهما رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأحد: الوضوء من الليل حين يقوم، والسائل يقوم حتى يعطيه» [ (٣) ] .
[الثالث: في إعطائه لقوم وتركه لآخرين:]
روى الإمام أحمد، برجال ثقات، عن بعض أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- والبزار عن علي- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه:«إني لأعطي أقواما أتألّفهم ورجالا لا أعطيهم شيئا أكلهم إلى إيمانهم منهم فرات بن حيان» [ (٤) ] .
[ (١) ] أحمد في المسند ٣/ ١١٤ وأبو داود ٢/ ١٢٠ (١٦٤١) والترمذي ٣/ ٥٢٢ (١٢١٨) . [ (٢) ] بنحوه أخرجه ابن ماجة (٣٦٢) . [ (٣) ] الطبقات ١/ ٩٣. [ (٤) ] أحمد (١/ ١٧٦) البزار كما في الكشف ٣/ ٢٨٠.