الأول: في خطبته- صلى الله عليه وسلّم- على الأرض مستندا إلى راحلته.
وروى النسائي عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عام تبوك يخطب الناس، وهو مسند ظهره إلى راحلته [ (١) ] .
وروى الإمام أحمد- بسند جيد- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- خطب وظهره إلى الملتزم» [ (٢) ] .
الثاني: في خطبته- صلى الله عليه وسلّم- على البغلة وعلى ناقته.
قال في «زاد المعاد» خطب- صلى الله عليه وسلّم- على الأرض، وعلى المنبر، وعلى البعير، وعلى ناقته. قلت: وعلى البغلة.
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن هلال بن عامر المزني [ (٣) ] عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- قال:«رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمنى يخطب على بغلة، وعليه بردّ أحمر، وعلي- رضي الله تعالى عنه- يعبر عنه» [ (٤) ] .
وروى الإمام أحمد، والترمذي- بسند حسن صحيح- والنسائي، والبيهقي عن عمرو بن خارجة [ (٥) ] قال: خطبنا رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- بمنى وهو على راحلته، وهي تقصع بجرّتها، ولعابها يسيل بين كتفيه [ (٦) ] .
وروى الطبراني عن الهرماس بن زياد- رضي الله تعالى عنه- قال: رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخطب على ناقته، فقال: «إياكم والخيانة فإنها بئست البطانة، إياكم
[ (١) ] أخرجه النسائي ٦/ ١١. [ (٢) ] قال الهيثمي ٢/ ١٨٣ فيه عبد الله بن المؤمل وهو ثقة وفيه كلام. [ (٣) ] هلال بن عامر بن عمرو المزني، الكوفي، ثقة، من الرابعة قاله الحافظ التقريب ٢/ ٣٢٤. [ (٤) ] أحمد في المسند ٣/ ٤٧٧ وأبو داود ٤/ ٥٤ (٤٠٧٣) . [ (٥) ] عمرو بن خارجة الأسدي، ويقال الأشعري، أو الأنصاري، وقيل فيه خارجة بن عمرو، والأول أصح، وكان حليف أبي سفيان، صحابي له أحاديث. التقريب ٢/ ٦٩. [ (٦) ] أحمد في المسند ٤/ ١٨٦ والنسائي ٦/ ٢٠٧ وابن ماجة ٢/ ٩٠٥ (٢٧١٢) .