وروي ربيع بن بدر، عن أبيه، عن جده، عن أسلع قال: "أصابتني جنابة فقال رسول الله ﷺ: يا أسلع! قم فارحل بي، فقلت: إني جنب، فسكت، ثم نزلت آية التيمم، فقال: إنما يكفيك هذا، وضرب يديه على الأرض، نفضهما ومسح بهما وجهه، ثم ضرب بهما الأرض ثانيا، ومسح بهما ذراعيه، ظاهرهما وباطنهما" (٢).
قالوا: وهذا نص.
قيل: أما ظاهر الآية في قوله تعالى: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾ (٣) فإننا نقول: اسم اليد الأخص هو إلى الكوعين، وما بعد ذلك مجاز بدليل قوله تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ (٤).
فعقل النبي ﷺ إلى الكوع، وعقل المسلمون معه ذلك.
وأما حديث عمار وقوله: "مسحنا إلى المناكب" (٥) فيحتمل أن يكونوا استظهروا فمسحوا ما تناوله الاسم حقيقة، وزادوا عليه مسح المجاز، ألا
(١) تقدم تخريجه (٣/ ٢٤٧). (٢) أخرجه الدارقطني (١/ ١٧٩) والبيهقي (١/ ٣١٩) وذكره الهيثمي في المجمع (١/ ٣٦٥) وقال: "رواه الطبراني في الكبير وفيه الربيع بن بدر، وقد أجمعوا على ضعفه". وقال ابن المنذر: وأما حديث الربيع بن بدر فهو إسناد مجهول، لأن الربيع لا يعرف برواية الحديث ولا أبوه، ولا جده، والأسلع غير معروف، والاحتجاج بهذا الحديث يسقط من كل وجه". الأوسط (٢/ ١٧٣). (٣) سورة المائدة، الآية (٦). (٤) سورة المائدة، الآية. (٣٨). (٥) تقدم تخريجه (٢/ ١٦٢).