كتاب الضمان (١)
* مَسْألة (١٨):
والدين باق في ذمة المضمون عنه، لا يسقط عن ذمته بالضمان (٢).
وبه قال أبو حنيفة والشافعي (٣).
وحكي عن ابن أبي ليلى، وابن شبرمة، وأبي ثور، وداود: أن الحق يسقط بالضمان عن ذمة المضمون عنه (٤).
والدليل لقولنا قول النبي ﵇: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى" (٥).
فمن قال: إن بالضمان تتخلص رقبته قبل قضاء الدين؛ فقد خالف الظاهر.
(١) الضمان مأخوذ من الضم، وضمن الشيء كفل به. وهي في اللغة سبعة ألفاظ كلهما مترادفة: الحميل، والزعيم، والكفيل، والقبيل، والأذين، والصبير، والضامن. وكلها موجودة في القرآن والسنة والآثار، والنثر، والأشعار. واصطلاحا: ضم ذمة الضامن إلى ذمة المضمون عنه في التزام الحق. انظر الصحاح (ضمن) الذخيرة (٩/ ١٨٩ - ١٩١) مناهج التحصيل (٨/ ٣٣٥ - ٣٣٨) المغني (٦/ ٣٥٠).(٢) انظر الإشراف (٣/ ٦١) بداية المجتهد (٥/ ٢٨٦ - ٢٨٧).(٣) الأم (٤/ ٤٨٣ - ٤٨٤) الأوسط (١٠/ ٦٠١ - ٦٠٤) الحاوي الكبير (٦/ ٤٥٤ - ٤٥٥) بدائع الصنائع (٧/ ٤٠٤ - ٤٠٥) وهذا هو مذهب أحمد أيضا. انظر المغني (٦/ ٣٦٥ - ٣٦٦).(٤) المحلى (٦/ ٤٠٠ - ٤٠٣) المغني (٦/ ٣٦٥ - ٣٦٦) بداية المجتهد (٥/ ٢٨٦ - ٢٨٧).(٥) أخرجه الترمذي (١٠٧٨ - ١٠٧٩) وابن ماجه (٢٤١٣) وأحمد (٢/ ٤٤٠) وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم (٢/ ٣٥ - ٣٦) ووافقه الذهبي.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute