قلت: ويقرأ فى الركعتين الأخريين (١) من المكتوبة بفاتحة الكتاب (٢) في كل ركعة؟ قال: نعم، إن شاء قرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب (٣)، وإن شاء سبّح (٤)، وإن شاء سكت.
قلت: وكيف (٥) يقرأ في الوتر، وماذا يقرأ؟ قال: ما قرأ من شيء فهو حسن. وقد (٦) بلغنا عن رسول الله (٧) - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ في الوتر في الركعة الأولى بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} (٨)، وفي الثانية بـ (٩) {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} (١٠)، وفي (١١) الثالثة بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} (١٢). قال (١٣): وبلغنا أنه قنت فيها بعدما فرغ من القراءة قبل أن يركع الثالثة (١٤). قلت: فهل في شيء من الصلوات قنوت؟ قال: لا إلا في الوتر. قلت: فما مقدار القيام في
(١) م: الآخرتين. (٢) ح ي: القرآن. (٣) ك ي: القرآن. (٤) ح ي+ فيهما. (٥) ح ي: فكيف. (٦) م - وقد. (٧) ح ي: عن النبي. (٨) سورة الأعلى، ٨٧/ ١. (٩) الباء ساقطة من م. (١٠) سورة الكافرون، ١٠٩/ ١. (١١) خ ي + الركعة. (١٢) سورة الإخلاص، ١١١١٢. وقد وصله الإمام محمد في الآثار، ٢٨، فقال أخبرنا أبو حنيفة قال حدثنا زبيد اليامي عن ذر الهمداني عن سعيد عن عبدالرحمن بن أبزى، فذكره … ورواه الإمام أبو يوسف من نفس الطريق. انظر: الآثار لأبي يوسف، ٧٠. وانظر للحديث: سنن أبي داود، الوتر، ٤؛ وسنن الترمذي، الوتر، ٩؛ وسنن النسائي، قيام الليل، ٤٧. وانظر لتفصيل الطرق: نصب الراية للزيلعي، ٢/ ١١٨. (١٣) ك م - قال. (١٤) قال الإمام محمد: أخبرنا الثقة من أصحابنا قال أخبرنا عطاء بن مسلم الخفاف قال حدثنا العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس قال بِتُّ عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام من الليل فصلى ركعتين، ثم قام فأوتر، فقرأ بفاتحة الكتاب و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، ثم ركع وسجد، ثم قام فقرأ بفاتحة الكتاب و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}، ثم ركع وسجد، وقام فقرأ بفاتحة الكتاب و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، ثم قنت ودعا ثم ركع. انظر: الحجة على أهل المدينة، ١/ ٢٠١. وانظر: سنن ابن ماجه، إقامة الصلاة، ١٢٠؛ وسنن النسائي، قيام الليل، ٣٧؛ ونصب الراية للزيلعي، ٢/ ١٢٣.