هل يحد؟ قال: لا. قلت: لمَ؟ قال: أما قوله: يا عبد، فهو صادق، وهو عبد لله، وأما قوله: يا مولى، فليست (١) بفرية (٢). ألا ترى إلى قول الله تعالى في كتابه:{وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}(٣)، قال: بلغنا في التفسير أنهم الورثة (٤).
قلت: أرأيت الرجل يقول للعربي: يا دِهْقَان؟ (٥) قال: لا حد عليه، لأن هذا ليس بقذف.
قلت: أرأيت الرجل يقول للرجل: يا ابني؟ قال: لا حد عليه (٦)، هذا ليس بقذف. قلت: ولمَ وقد نسبه إلى نفسه؟ قال: لأن هذه كلمة من كلام الناس ليست بفرية، إنما هي كلمة لطف، وليست بفرية. قلت: وكذلك (٧) لو قال: يا بنية؟ قال: نعم. قلت: وكذلك لو قال: يا أخ أو يا أخية؟ قال: نعم.
قلت: أرأيت الرجل يقول للرجل: أنت عبدي، هل يحد؟ قال: لا. قلت: وكذلك لو قال: أنت مولاي؟ قال: نعم.
قلت: أرأيت الرجل يقول للرجل: يا يهودي أو يا نصراني أو يا مجوسي أو يا عابد الأوثان، أو يقول: يا ابن اليهودي أو يا ابن النصراني أو يا ابن المجوسي؟ قال: لا حد عليه في شيء من ذلك. قلت: ولمَ؟ قال: لأنه لو كان في هذا قاذفاً لكان كل من شهد على رجل بكفر (٨) كان قاذفاً. قلت: فهل يعزر في هذا؟ قال: نعم.
قلت: أرأيت الرجل يقول للرجل (٩): يا ناكح البهيمة، فقذفه بذلك لا يكني عن الفحش، هل عليه حد؟ قال: لا.
(١) ف: ليست. (٢) م: بقرفة، صح هـ. (٣) سورة مريم، ١٩/ ٥. (٤) روي عن ابن عباس - رضي الله عنه - وغيره أن الموالي في الآية بمعنى العصبة، وهم ورثة. انظر: تفسير الطبري، ١٦/ ٤٦؛ والدر المنثور للسيوطي، ٥/ ٤٨٠. (٥) الدهقان عند العرب الكبير من كفار العجم، وكانت تستنكف عن هذا الاسم. وقد غلب على أهل الرساتيق منهم، ثم قيل لكل من له عقار كثير: دهقان. انظر: المغرب، "دهقن". (٦) م + لأن. (٧) ز + الرجل. (٨) ف ز: بالكفر. (٩) م - يقول للرجل، صح هـ.