قوله - صلى الله عليه وسلم -: "انتدبَ اللهُ لمن خرجَ في سبيله"؛ معناه: سارع بثوابه وحُسن جزائه، وقيل: أجاب. وقيل: تكفل.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - عن الله تعالى:"لا يخرجُه إلا جهادٌ في سبيلي وإيمانٌ بي وتصديقُ رسولي"؛ معناه: حصر حصول الثواب المسارع به فيمن صحت نيته وخلصت من شوائب الأغراض الدنيوية؛ فإنه ذكر بصيغة النفي والإثبات المقتضية للحصر، كأنه قال: لا يخرجه إلا محض الإيمان والإخلاص لله تعالى وتصديق
(١) رواه البخاري (٣٦)، كتاب: الإيمان، باب: الجهاد من الإيمان. (٢) رواه مسلم (١٨٧٦)، (٣/ ١٤٩٥)، كتاب: الأمارة، باب: فضل الجهاد والخروج في سبيل الله. (٣) رواه مسلم (١٨٧٨)، كتاب: الأمارة، باب: فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، والبخاري أيضًا (٢٦٣٥)، كتاب: الجهاد والسير، باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، وهذا لفظ البخاري.