وقوله:"فاقدروا له" قال أهل اللغة: يقال: قدرتُ الشيء أقدُرُه وأقدِرُه وقَدَرْته وأقدرْتُه بمعنى واحد، وهو من التقدير (٣)، ومنه قوله تعالى:{فَقَدَرنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}[المرسلات:٢٣]، واختلف العلماء في معناه في الحديث، فقال مالك، وأبو حنيفة، والشافعي، وجمهور السلف والخلف: معناه: قدروا له تمام العدد ثلاثين يومًا، وتؤيده الروايات:"فعدوا ثلاثين"، "فاقدروا ثلاثين"، "فصوموا ثلاثين يومًا"، "فأكملوا العدد"، كل ذلك في "صحيح مسلم"(٤)، وفي رواية
(١) رواه البخاري (١٨٠١)، كتاب: الصوم، باب: هل يقال: رمضان أو شهر رمضان؛ ومن رأى كله واسعًا، ومسلم (١٠٨٠)، (٢/ ٧٦٠)، كتاب الصيام، باب: وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤية الهلال. (٢) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ١٣٥)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ٣٨٨)، و"شرح مسلم" للنووي (٧/ ١٨٦). (٣) انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (١/ ٢٥٤)، و"شرح مسلم" للنووي (٧/ ١٨٦)، و"لسان العرب" لابن منظور (٥/ ٧٧)، (مادة: قدر). (٤) رواه مسلم (١٠٨١)، (٢/ ٧٦٢)، كتاب: الصيام، باب: وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤية الهلال.