٨ - ومما يدل على مكانة عمل القلب أن حلاوة الإيمان ولذته وطعمه مرتبطة بتحقيق أعمال القلوب: عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»(١)، ويَقُولُ -صلى الله عليه وسلم-: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا»(٢).
٩ - ومما يشعر بأهمية عمل القلب وأثره العظيم أن الله جعل موطن التقوى في القلوب، وجعل أسبابها في عمله: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «التَّقْوَى هَاهُنَا» وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .. الحديث.
١٠ - ودل على مكانة عمل القلب مدحُ النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهل اليمن وثناؤه عليهم برقة القلوب ولينها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ،
(١) أخرجه البخاري في كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر (٩/ ٢٠) ح (٦٩٤١)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان (١/ ٦٦) ح (٤٣). (٢) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا (١/ ٦٢) ح (٣٤)، من حديث العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-.