عرفه الجنيد رحمه الله فقال:"الرضا هو صحة العلم الواصل إلى القلب، فإذا باشر القلب حقيقة العلم أداه إلى الرضا"(٢).
وقيل:"هو سرور القلب بمرّ القضاء"(٣).
وقال الراغب رحمه الله:"ألا يكره ما يجري به قضاؤه"(٤).
إذن هو الرضا بالقضاء والقدر، وعدم السّخط والاعتراض على قضاء الله وقدره، والتسليم والانقياد لأمره ولأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ثانيًا: الرضا في الكتاب والسنة:
قد ورد الرضا في القرآن الكريم على أحوال كثيرة، فمن ذلك:
• أن الله قد رضي لنا دين الإسلام، فعلينا الرضا به، قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: ٣].
قال ابن كثير رحمه الله: "أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله
(١) ينظر: مقاييس اللغة (٢/ ٤٠٢)، المخصص (٣/ ٣٨٧)، لسان العرب (١٤/ ٣٢٣) مادة (رضي). (٢) مدارج السالكين (٢/ ١٧٢ - ١٧٣). (٣) نضرة النعيم (٦/ ٢١٠٣). (٤) المفردات في غريب القرآن (٣٥٦).