والتعيير):"فشتان بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة، ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من ليس من ذوي العقول الصحيحة"(١).
[٧ - أن يسلك طريق الحكمة في النصيحة.]
[٨ - اختيار الوقت المناسب للنصيحة]
وقد مر الكلام على هذه الأمور في مسألة الحكمة (٢).
[٩ - الصبر على الأذى]
صبر الناصح على الأذى من المنصوح أدب مهم لنجاح الداعية في نصحه، قال لقمان لابنه كما ذكر الله تعالى في وصيته الثمينة:{وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[لقمان: ١٧].
[١٠ - أن يكون الناصح قدوة حسنة]
وهذا أدعى لقبول النصح، وبما أن النصح داخل في الأمر والنهي، فإنه يقتضي التنبيه على مسألة مهمة، وهي عدم الاحتجاج بحديث:«يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلَانُ، مَا شَأْنُكَ؟! أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟! قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ»(٣) أي: لا يحتج به على ترك الأمر والنهي والنصح، خوفًا من الوقوع في هذه العقوبة، ولا شك
(١) الفرق بين النصيحة والتعيير (١٩) علق عليه وخرج أحاديثه: علي حسن علي عبد الحميد، الناشر: دار عمار، عمان، ط ٢، ١٤٠٩ هـ. (٢) ص (٥٣٢، ٥٣٦). (٣) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة (٤/ ١٢١) ح (٣٢٦٧)، ومسلم في كتاب الزهد والرقائق، باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهى عن المنكر ويفعله (٤/ ٢٢٩٠) ح (٢٩٨٩).