وقال بشر الحافي رحمه الله:"خصلتان تقسيان القلب كثرة الكلام، وكثرة الأكل"(٢).
ولقسوة القلب آثار على الداعية، منها:
١ - لا ينتفع بمواعظ القرآن، ولا يتأثر بها، ويحرم من تدبره، كما قال تعالى عن أصحاب القلوب المريضة التي ضربت بالقسوة، فحيل بينها وبين تدبر القرآن:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: ٢٤].
٢ - نفور الناس منه وانفضاضهم من حوله؛ لأن قسوة القلب وفظاظته من الأسباب العظيمة لنفور الناس من الداعية، قال تعالى عن رسوله -صلى الله عليه وسلم-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ
(١) أخرجه أحمد في المسند (٢٨/ ٤٢٢ - ٤٢٣) ح (١٧١٨٦)، والترمذي في أبواب الزهد، باب ما جاء في كراهية كثرة الأكل (٤/ ٥٩٠) ح (٢٣٨٠) واللفظ له وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجه في كتاب الأطعمة، باب الاقتصاد في الأكل وكراهية الشبع (٢/ ١١١١) ح (٣٣٤٩)، وابن حبان في صحيحه في باب الفقر والزهد والقناعة، ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الفضول في قوته .. (٢/ ٤٤٩) ح (٦٧٤)، والحاكم في المستدرك في كتاب الرقاق (٤/ ٣٦٧) ح (٧٩٤٥) وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه ابن حجر في الفتح (٩/ ٥٢٨)، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٥/ ٣٣٦) ح (٢٢٦٥)، وصححه بمجموع طرقه شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه (٤/ ٤٤٨) ح (٣٣٤٩). (٢) حلية الأولياء (٨/ ٣٥٠).