ومن مظاهر ضعف أعمال القلوب: ميل القلب إلى الكفار والظلمة والركون إليهم، قال تعالى:{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}[هود: ١١٣].
الركون لغة: الميل إلى الشيء، والسكون إليه (١).
وفي الاصطلاح: قال البغوي رحمه الله: "هو المحبة والميل بالقلب"(٢).
وقال القرطبي رحمه الله في تعريفه:"الركون: حقيقة الاستناد والاعتماد، والسكون إلى الشيء والرضا به"(٣).
وعرفه السعدي رحمه الله بقوله:"والمراد بالركون الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك، والرضا بما هو عليه من الظلم"(٤).
وقال ابن جرير رحمه الله في معنى الآية: "يقول تعالى ذكره: ولا تميلوا -أيها الناس- إلى قول هؤلاء الذين كفروا بالله، فتقبلوا منهم وترضوا أعمالهم، {فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} بفعلكم ذلك، {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} من ناصر ينصركم وولي يليكم، {ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} يقول: فإنكم إن فعلتم ذلك لم ينصركم الله، بل يخليكم
(١) ينظر: الصحاح (٥/ ٢١٢٦)، لسان العرب (١٣/ ١٨٥) مادة (ركن). (٢) تفسير البغوي (٤/ ٢٠٤). (٣) تفسير القرطبي (٩/ ١٠٨). (٤) تفسير السعدي (٣٩١).