ثانيًا: ورد في السنة الكثير من الأحاديث التي تبين حقيقة الدنيا، فمن ذلك:
١ - موضع السوط في الجنة -على صغر الحيز الذي يشغله- خير من الدنيا كلها وما فيها، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»(١).
٢ - حجم الدنيا في الآخرة كنسبة القطرات إلى البحر، فعن المستورد بن شداد -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «وَاللهِ، مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ -وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ- فِي الْيَمِّ (٢)، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؟» (٣).
٣ - التزهيد في الدنيا وضرب المثل لها بما تزهد فيه النفوس وتنفر منه؛ لبيان
(١) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (٤/ ١١٩) ح (٣٢٥٠). (٢) اليم هو البحر. ينظر: النهاية في غريب الحديث (٥/ ٣٠٠) (يمم). (٣) أخرجه مسلم في كتاب صفة الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا .. (٤/ ٢١٩٣) ح (٢٨٥٨).