ففي هذين الحديثين بيان عقوبة من يقع في السمعة في الدنيا والآخرة.
وذكر أهل العلم (٢) في شرح هذا الحديث عدة معان تدل على خطورة السمعة، ودونك أهمها:
١ - أنه إذا عمل يريد سماع ثناء الناس ليكرموه ويعظموه ويعتقدوا خيره سمع الله به يوم القيامة الناس وفضحه.
٢ - يفضحه الله في الدنيا ويظهر ما كان يبطنه ويخفيه عن الناس.
٣ - وقيل: إذا أراد بالسمعة الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثًا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم، ولا ثواب له في الآخرة.
٤ - وقيل: المعنى: من سمع بعيوب الناس وأذاعها أظهر الله عيوبه وسمعه المكروه.
٥ - وقيل: المعنى: من نسب إلى نفسه عملًا صالحًا لم يفعله وادعى خيرًا لم يصنعه، فإن الله يفضحه ويظهر كذبه.
[المطلب الثالث: الكبر]
أولًا: تعريفه:
الكبر: العظمة، وكذلك الكبرياء. ويقال: ورثوا المجد كابرًا عن كابر، أي: كبيرًا عن كبير في الشرف والعز، والاستكبار الامتناع عن قبول الحق، وأعظم التّكبّر التّكبّر
(١) ينظر: ص (٦٦٤). (٢) ينظر في ذلك: شرح النووي على مسلم (١٨/ ١١٦)، فتح الباري لابن حجر (١١/ ٣٣٦ - ٣٣٧).