ومن آثار ضعف تحقيق عمل القلب على الداعية، وبالأخص حين يتعلق قلبه بالدنيا، فيفتن بها، ويغفل عن آخرته: قسوة قلبه، فإن الله تعالى يعاقبه بقسوة القلب وتسلط الشيطان.
ودونك تفصيل هذا الأمر في المطلبين الآتيين:
[المطلب الأول: قسوة القلب]
القسوة في اللغة: الصلابة في كل شيء، والقسوة: غلظ القلب وشدته، يقال: الذنب مقساة للقلب، وحجر قاسٍ: صلب، وقسا القلب إذا ذهب منه اللين والرحمة والخشوع (١).
ومعنى قسوة القلب: غلظه وشدته، وذهاب معاني اللين والرحمة والخشوع منه، وخلوه من الإنابة والإذعان لآيات الله، ولا يتأثر بالمواعظ (٢).
وقد ذم الله قسوة القلب فقال تعالى:{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الزمر: ٢٢].
(١) ينظر: تهذيب اللغة (٩/ ١٧٩)، الصحاح (٦/ ٢٤٦٢)، لسان العرب (١٥/ ١٨٠ - ١٨١) مادة (قسا). (٢) ينظر: المفردات (٦٧١)، لسان العرب (١٥/ ١٨١)، فتح القدير (١/ ١١٨)، تفسير السعدي (٥٥).