يقول السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"يقول تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: {قُلْ} للناس: {هَذِهِ سَبِيلِي} أي: طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحق والعمل به وإيثاره، وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له، {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} أي: أحث الخلق والعباد إلى الوصول إلى ربهم، وأرغبهم في ذلك وأرهبهم مما يبعدهم عنه.
ومع هذا فأنا {عَلَى بَصِيرَةٍ} من ديني، أي: على علم ويقين من غير شك ولا امتراء ولا مرية.
{و أَنَا} كذلك {مَنِ اتَّبَعَنِي} يدعو إلى الله كما أدعو على بصيرة من أمره.
{وَسُبْحَانَ اللَّهِ} عما نسب إليه مما لا يليق بجلاله، أو ينافي كماله.
{وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} في جميع أموري، بل أعبد الله مخلصًا له الدين" (١).
ولا شك أن اقتفاء منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة إلى الله مع حصول بصيرة الداعية من أسباب فلاحه ونجاحه في دعوته، وتمكنه من تعليم الناس الخير، ومعرفته بأسباب التأثير في المدعوين، وسيأتي مزيد بيان لذلك (٢).