ووقوع من يدعو إلى الله في القول السيّئ والسب والفحش في القول ليس من منهج الأنبياء، ولهذا جاء في السنة في بيان خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفي هذه الصفات عنه، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ:«إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا»(١).
وعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاحِشًا، وَلَا لَعَّانًا، وَلَا سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ (٢): «مَا لَهُ؟! تَرِبَ جَبِينُهُ»(٣).
ومما يدل على قبح هذه الصفات أن الله لا يحبها، ولا يحب لعبده أن يتصف بها، فقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّش»(٤).
والفحش هو القبيح من القول والفعل (٥).
(١) أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (٤/ ١٨٩) ح (٣٥٥٩)، ومسلم في كتاب الفضائل، باب في كثرة حيائه -صلى الله عليه وسلم- (٤/ ١٨١٠) ح (٢٣٢١). (٢) هو الذي يعاتب صديقه إشفاقًا عليه ونصيحة له. ينظر: لسان العرب (١/ ٥٧٧) مادة (عتب). (٣) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب ما ينهى من السباب واللعن (٨/ ١٥) ح (٦٠٤٦). (٤) أخرجه مسلم في كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم (٤/ ١٧٠٧) ح (٢١٦٥). (٥) ينظر: شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٤٧).