وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الحجرات: ١]، فلا يقدم على قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قول أحد مهما كانت مكانته، كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما:"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء؛ أقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟! "(١).
ونقل ابن بطة عن الإمام أحمد رحمه الله قوله:"نظرت في المصحف فوجدت فيه طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ثلاثة وثلاثين موضعًا"، ثم جعل يتلو:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور: ٦٣]، وجعل يكررها، ويقول:"وما الفتنة؟ الشرك، لعله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ، فيزيغ فيهلكه"، وجعل يتلو هذه الآية:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}[النساء: ٦٥](٢).
ويقول الإمام ابن بطة رحمه الله: "فإذا سمع أحدكم حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رواه العلماء، واحتج به الأئمة العقلاء، فلا يعارضه برأيه، وهوى نفسه، فيصيبه ما توعده
(١) أخرجه أحمد في المسند بنحوه (٥/ ٢٢٨) برقم (٣١٢١)، وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٢١٠) رقم (٢٣٧٨) لابن عبد البر، ت: أبي الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي السعودية، ط ١، ١٤١٤ هـ، والفقيه والمتفقه (١/ ٣٧٧) للخطيب البغدادي، ت: أبي عبد الرحمن عادل الغرازي، دار ابن الجوزي، ط ٢، ١٤٢١ هـ، وذكره بهذا اللفظ شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٢٠/ ٢١٥). (٢) الإبانة الكبرى لابن بطة (١/ ٢٦١).