القول الثاني: في الدماغ، ونسب إلى الأحناف (١)، والرواية الثانية عند الإمام أحمد، وهي المنصوص عليها عنه (٢)، وهو قول الأطباء (٣).
أدلة أصحاب القول الأول:
يقول أصحاب القول الأول: جاءت النصوص الكثيرة في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في النص صراحة على أن العقل في القلب، وأُسِندَ إلى القلب العمى، والفقه، والإيمان، ومرض النفاق، وغير ذلك من الأمور التي أخبر بها -سبحانه وتعالى-، وأسندها إلى القلب ولم يسندها إلى الدماغ، فدل ذلك على أن العقل في القلب، وهذه بعض الأدلة على إثبات ذلك:
(١) ينظر: البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري (١/ ٤٢)، البحر الرائق لابن نجيم المصري، وعلى هامشه منحة الخالق لابن عابدين، وتكملة البحر الرائق للطوري، دار الكتاب الإسلامي، ط ٢، وينظر كذلك: شرح النووي على مسلم (١١/ ٢٩). (٢) ينظر: العدة في أصول الفقه (١/ ٨٩ - ٩٠)، شرح الزركشي على مختصر الخرقي (٧/ ٢٤٦). (٣) ينظر: المعلم بفوائد مسلم (٢/ ٣١٤)، شرح النووي على مسلم (١١/ ٢٩)، ونسبه الشنقيطي رحمه الله إلى الفلاسفة، ينظر: أضواء البيان (٥/ ٢٧٥). وينظر أيضًا: الفتاوى (٣٢) للعلامة محمد الأمين الشنقيطي، ت: سليمان العمير، مجمع الفقه الإسلامي بجدة، دار عالم الفوائد، إشراف العلامة بكر أبو زيد، ط ١، ١٤٢٦ هـ.