قال ابن جرير رحمه الله:"ومن يصدق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك {يَهْدِ قَلْبَهُ} يقول: يوفق الله قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه"(٢).
وقال ابن القيم رحمه الله مبينًا معنى الرضا بالله ربًّا: "أن لا يتخذ ربًّا غير الله تعالى يسكن إلى تدبيره، وينزل به حوائجه.
قال الله تعالى:{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ}[الأنعام: ١٦٤]، قال ابن عباس رضي الله عنهما:(سيدًا وإلهًا)(٣)، يعني: فكيف أطلب ربًّا غيره وهو رب كل شيء؟! وقال في أول السورة:{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الأنعام: ١٤] يعني معبودًا وناصرًا ومعينًا وملجأً، وهو من الموالاة التي تتضمن الحب والطاعة.
(١) ينظر: مدارج السالكين (٢/ ١٨٥). (٢) تفسير الطبري (٢٣/ ١١). (٣) ينظر: تفسير البغوي (٣/ ٢١٢).