اتّفق القراء السبعة على ترك التّنوين من {مُنْذِرُ}، لأنّه مضاف.
«ومن» فى موضع جر، وإنما ذكرته لأنّ عباسا روى/عن أبى عمرو «منذرٌ» بالتّنوين، فلا بد من تشديد الميم، لإدغام التّنوين والغنة التى تظهر هى غنّة الميم.
وفى القراءة الأولى الميم خفيفة.
قال أبو عبد الله: ومن لم ينوّن {مُنْذِرُ} ف «من» خفض فى المعنى نصب فى الأصل.
وحدّثنى أحمد عن على عن أبى عبيد أن يزيد ابن القعقاع قرأ (١)«منذرٌ» منونا. وقد روى عن ابن محيصن مثل ذلك. فأمّا قوله (٢): {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} المنذر: النّبى عليه السلام، والهادى: علىّ رضى الله عنه (٣)، وقيل: لكلّ قوم هاد أى: داع.
***
(١) هى مثل الرواية عن أبى عمرو معانى القرآن للفراء: ٣/ ٢٣٤، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٦٢٤، وتفسير القرطبى: ١٩/ ٢١٠. (٢) سورة الرعد: آية: ٧. (٣) ينظر: زاد المسير: ٤/ ٣٠٧، قال: «وقد روى المفسرون من طريق ليس فيها ما يثبت ... » وتكلم عليه المحقق وأخرجه عن ابن جرير: ١٣/ ١٠٨، وقال: «وفى سنده الحسن بن الحسين العوفى الكوفى، قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم ... ».