وقرأ الباقون:{طسم} بالتّفخيم، على أن أهل المدينة أعنى نافعا يقرأ بين بين، وكلّ ذلك صواب، وقد ذكرته فيما سلف، والسّين خفيفة والميم مشدّدة؛ لأنّك قد أدغمت فيها نونا، والأصل ط سين ميم قرأها حمزة بإظهار النّون عند الميم.
والباقون يدغمون مثل {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}(١) .
فإن سأل سائل فقال: إنّ النون لا تظهر إلا عند حروف الحلق فلم أظهر حمزة عند الميم، وأنت لا تقول:{مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ}(٢) ولا «عن ما يتساءلون»؟
فالجواب فى ذلك: أن حروف التّهجى بنيت على التقطيع، والتهجى قطع الحروف بعضها من بعض، وإذا نطق الإنسان ثم وقف عند كلّ حرف نحو: ط هـ، وألف لام وط سين. قال أبو النّجم:(٣)
(١) سورة النبأ: آية: ١. (٢) سورة الرعد: آية: ١١. (٣) ديوانه: ١٤١، وقصّر جامعه فى تخريج الأبيات. والثالث فى كتاب سيبويه: ٢/ ٣٤، والنكت عليه للأعلم: ٨٤٧، ٨٤٨ وينظر: مجاز القرآن: ١/ ٢٨، والمقتضب: ١/ ٢٣٧، وسر صناعة الإعراب: ٦٥١، والموشح: ٣٧٩، وشرح شواهد الشافية: ١٥٦، والخزانة: ١/ ٤٨، وشرح أبيات المغنى: ٦/ ١٥٣.