اتّفق القراء السّبعة على رفعها، وإنما ذكرته لأنّ أبا محمّد اليزيدى خالف أبا عمرو فنصبها على الحال «كاذبةً خافضةً». [٣].ومعنى رافعة أى: رافعة أهل الجنّة إلى علّيين. وخافضة أهل النار إلى أسفل السّافلين.
وحدّثنى ابن مجاهد عن محمد بن هارون عن الفرّاء قال (١): «كاذبةً» مصدر، وإنما أتت على فاعلة نحو عافية.
٢ - وقوله تعالى:{وَحُورٌ عِينٌ}[٢٢].
قرأ حمزة والكسائىّ:«وحورٍ عينٍ» بالخفض نسقا على {بِأَكْوابٍ} والأكواب: الأباريق التى لا خراطيم لها. والمخلدون مسورون. مقرطون، وقيل:
مخلّدون لا يشيبون، يقال: رجل مخلد: إذا بقي زمانا أسود اللّحية، ولا يشيب.
والمعين: الخمر الجارى.
وقرأ الباقون:{وَحُورٌ عِينٌ} بالرّفع. وحجّتهم: أنّ الحور لا يطاف وإنما يطاف بالخمر. فرفعوا على تقدير: يطاف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق ولهم مع ذلك حور عين. وفى حرف أبىّ (٢): «وحورا عينا» بهنّ
(١) معانى القرآن له: ٣/ ١٢١. (٢) معانى القرآن للفراء: ٣/ ١٢٤، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٣٢٤، والمحتسب: ٢/ ٣٠٩، وتفسير القرطبى: ١٧/ ٢٠٥ والبحر المحيط: ٨/ ٢٠٦.