بالنّصب على تقدير/أعطاهم مع ذلك حورا عينا، والحور جمع حوراء.
والعين: جمع عيناء، وهى الواسعة العينين، والحور فى العين: شدّة بياض المقلة مع شدّة سواد الحدقة.
فإن قيل لك: لم ضممت الحاء فى {حُورٌ} وكسرت العين فى {عِينٌ}؟
فقل: إنّما كسروا العين لتصحّ الياء، كما قيل: أبيض وبيض و {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى}(١) ومثله: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها} ثمّ قال: {أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها}(٢) والأصل: أيدي، فقلبوا من الضّمة كسرة لئلا تصير الياء واوا.
ومن العرب من يقول: حير عين على الاتباع (٣)، وينشد (٤):
أزمان عيناء سرور المسرور ... عيناء حوراء من العين الحير
٣ - وقوله تعالى:{عُرُباً أَتْراباً}[٣٧].
قرأ الكسائىّ وابن عامر:{عُرُباً} بضمتين وهو الأصل؛ لأنّه جمع عروب، وفعول يجمع على فعل، كقولك: صبور وصبر، ورسول ورسل، وعزوب وعزب.
(١) سورة النجم: آية: ٢٢. (٢) سورة الأعراف: آية: ١٩٥. (٣) وبذلك قرأ إبراهيم النخعى، البحر المحيط: ٨/ ٢٠٦. (٤) الثانى منهما فى المحكم: ٣/ ٣٨٧، وقال: «فأما قوله: * عيناء حوراء من العين الحير* فعلى الإتباع ل «عين» .. ». وعنه فى اللسان (حور).