قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر:«بل يحبّون» ... «ويذرون»[٢٠، ٢١] بالياء ردّا على الإنسان.
وقرأ الباقون بالتّاء على الخطاب أى: قل لهم يا محمد: {بَلْ تُحِبُّونَ} هذه العاجلة الفانية {وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} الباقية، ثم وصف تعالى المؤمن والكافر على أثرها فقال:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ}[٢٢] أى: مشرقة حسنة {إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ}[٢٣]، {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ}[٢٤] أى: كالحة من قوله (٣): {عَبَسَ وَبَسَرَ}{تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ}[٢٥].
قال أبو عبد الله: ذكر الخليل فى كتاب «العين»(٤) قال عبس
(١) فى مجاز القرآن: ٢/ ٢٧٧: «لاوزر؛ لا جبل». (٢) فى مجمع الأمثال: ٢/ ١٨٧، والمستقصى: ٢/ ٢٩٢: «لكلّ داخل دهشة». (٣) سورة المدثر: آية: ٢٢. (٤) العين: ١/ ٣٤٣.