وقرأ الباقون:{بَلْ عَجِبْتَ} بفتح التاء أى: عجبت يا محمّد من وحى الله تعالى ويسخرون هم منك. قالوا: وإنما اخترنا هذا؛ لأنّ الله تعالى لا يعجب، وإنما يعجب من لا يعلم وقوله تعالى:{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} أى: عجب عندكم فأمّا عندنا فلا. والقراءتان جائزتان لما خبّرتك، لأنّ الله تعالى قال (١): {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ} وقال (٢): {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ}{اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}(٣){فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}(٤) ونحوه فى القرآن كثير (٥).فالمحبّة من الله، والمكر والخديعة والاستهزاء: كلّ ذلك على خلاف ما يكون من المخلوقين، وهو أن يجازيهم جزاء خداعهم ومكرهم، والمحبّة من العبد لزوم الطّاعة والمحبّة من الله إكرامه أهل طاعته بالثّواب الجزيل.