قرأ حمزة والكسائىّ بضمّ التّاء، الفعل لله تعالى، وذلك لأنّ الله تعالى قد عجب من فتى لا صبوة له، و «عجب ربكم من ألّكم وقنوطكم»، وقال لمحمد صلّى الله عليه وسلم {وَإِنْ تَعْجَبْ} يا محمد {فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ}(١) غير أنّ العجب من الله تعالى على خلاف ما يكون من المخلوقين (٢).فالعجب من المخلوقين: أن ينظر إلى شئ لم يكن فى حسابه، وفى علمه فيبهره وينكره. فيتعجّب من ذلك، والله تعالى [يعلم] الأشياء قبل كونها، فلا تعجّب على هذه الجهة، ولكن القوم لما هربوا من رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأنكروا البعث والنّشور، أنكر الله تعالى عليهم/فعلهم إذا أتوا بنكر، وأعجوبة لجرأتهم وتمرّدهم.
(١) سورة الرعد: آية: ٥. (٢) تقدم ذكر مثل هذا فى أول الكتاب. ومذهب السلف الصالح- رحمهم الله- أن العجب صفة لله تعالى على وجه يليق بجلاله وعظمته لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.