قرأ نافع وابن عامر «وريّا» بغير همز، والباقون يهمزون.
وأمّا قراءة نافع برواية قالون وابن عامر برواية ابن ذاكوان [فبالهمز أيضا] فمن همز فمعناه: المنظر الحسن، فقيل من الرّؤية، ومن لم يهمز فله حجتان:
إحداهما: أن يكون أراد الهمز فترك، كما قرءوا (١){خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} / والأصل: بريئة.
والحجّة الثّانية: أن تأخذه من الرّيّ، وهو امتلاء الشّباب، والنّضارة أى: ترى الرىّ فى وجوههم. تقول العرب: قد تجبّر فى وجهه ماء الشّباب.
وفيها قراءة ثالثة: قراءة سعيد بن جبير (٢)«أثاثا، وزيّا» جعله من الزّىّ أنشدنى ابن دريد (٣): -
(١) سورة البيّنة: آية: ٧. (٢) إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٣٢٥، والبحر المحيط: ٦/ ٢١١. (٣) البيت لمحمد بن عبد الله بن نمير الثّقفى أنشده ابن دريد فى الجمهرة: ١/ ٥٤، والاشتقاق: ٨٦ وهو فى شعره الذى جمعه الدّكتور نورى حمّودى القيسى: (شعراء أمويون: ٣/ ١٢٧) مقطوعة رقم (٤). أنشده ابن دريد فى الجمهرة: ١/ ٥٤، والاشتقاق: ٨٦. وينظر: مجاز القرآن: ١/ ٣٦٥، والكامل: ٧٨٦. والزاهر لابن الأنبارى: ٢/ ٥١، ٢٠٤، ومعجم المقاييس: ١/ ٨. قال المبرد فى الكامل: « ... * بذى الزّىّ الجميل من الأثاث* هى الرّواية الصّحيحة، وقد قيل: «بذى الرّءي الجميل ... » واستواهم إليه قول الله جلّ ثناؤه: هم أحسن أثاثا ورءيا فالأثاث: متاع البيت، والرّءي: ما ظهر من الزينة، وإنّما أخذ من قولك: «رأيت» فالرءي غير الأثاث، والزى من الأثاث فمن هاهنا غلطوا».