روى هارون عن أبى عمرو «هلْ تَّعلم له» مدغما. وكذلك حمزة والكسائىّ يدغمان لقرب اللاّم من التّاء.
والباقون يظهرون؛ لأنّهما من كلمتين ففرقوا بين المتصل والمنفصل.
فالمتصل {التّابُوتُ}(١) والمنفصل «هلْ تَّعلم» ومعنى قوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} أيسمى الولد. وقيل: هل تعلم فى السّهل والجبل والبحر والمشرق والمغرب أحدا اسمه الله (٢) غير الله عزّ وجلّ.
والباقون {نُنَجِّي} والأمر بينهما قريب، نجى وأنجى مثل/كرم وأكرم، و «ثم» حرف نسق؛ لأنّ الله تعالى قال:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها}[٧١] فما أحد إلاّ وهو يرد النار تحلّة القسم، الدّليل على ذلك قوله تعالى:{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا} وقال آخرون: ليس يرد الموحّد النار. واحتجّوا بما حدّثنى ابن مجاهد. قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبى داود عن شعبة عن عبد الله بن السّائب قال: حدّثنى من سمع ابن عبّاس يقرأ (٣): «وإن منهم إلاّ واردها» يعنى: من الكفّار. وكذلك قرأها ابن كثير فى رواية، وعكرمة. وحدّثنى ابن مجاهد أيضا قال: حدّثنى إسماعيل بن عبد الله بن إسماعيل، عن أبى زيد فى قوله:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها}.قال: ورود المسلمين المرور على الجسر، وورود الكافرين الدّخول.
(١) سورة البقرة: آية: ٢٤٨. (٢) زاد المسير: ٥/ ١٥١. (٣) البحر المحيط: ٦/ ٢١٠.