وإنّما ذكرت هذا الحرف لئلاّ يتوهم متوهم أنّ عاصما كسر النّون علامة للجرّ، لأن «لدن» لا يعرب. و {مِنْ لَدُنْهُ} فى صلة قوله: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً* قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً} أى: لينذركم بالبأس كما قال تعالى: {إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ}(١) أى: يخوّفكم بأوليائه. و {شَدِيداً}: نعت للبأس. {مِنْ لَدُنْهُ}: أى: من عنده، و {يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ} نصب بلام «كى» نسق على «لينذر».
٢ - وقوله تعالى:{تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ}[١٧].
قرأ ابن عامر «تَزْوَرُّ» مثل تحمرّ وتصفرّ، ومعناه: تعدل وتميل، قال عنترة (٢):
فازورّ من وقع القنا بلبانه ... وشكا إلىّ بعبرة وتحمحم
وقد قرأ-إن شاء الله-الجحدرىّ (٣)«تَزْوارُّ» مثل تحمارّ وتصفارّ.
وقرأ أهل الكوفة:{تَزاوَرُ} مخففة الزّاى.
(١) سورة آل عمران: آية: ١٧٥. (٢) ديوانه: ٢١٧، وهو من معلقته، ينظر شرح المعلقات لابن النحاس: ٢/ ٥٣٠، وشرحها لابن الأنبارى: ٣٦٠. (٣) القراءة فى معانى القرآن للفراء: ٢/ ١٣٦، وتفسير الطبرى: ١٥/ ١٣٩، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٢٦٩، والمحتسب: ٢/ ٢٥، والبحر المحيط: ٦/ ١٠٧.